Admin Admin
عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 18/07/2010 العمر : 22 الموقع : الجزائر
| موضوع: صلة الأرحام وعواقب قطعها الإثنين 16 أغسطس 2010, 14:44 | |
| صلة الأرحام وعواقب قطعها
خرج أبو هاني من صلاة الفجر مرتديا دشداشة بيضاء ، صافحني بفتور، خلت انني أسأت اليه الا أنني لم أفعل، لملمت نفسي وانصرفت، لكن ابو هاني لحق بي وبادر بالكلام ونادى علي كأنه يريد قول شيئاً. سريعا احتدمت المناقشة وذاب الجليد. استمر النقاش بيني وبينه قرابة الساعة، وبينما اصبت انا بالارهاق بدا ابو هاني بأفضل حالاته لكن ثمة حزن تنطق به عيناه وهو يحمل بعض اقاربه من الدرجة الأولى عتابا لأنهم يقطعونه ولا يصلونه.وهذا هو سبب امتعاضه وزعله. لا شك ايها القراء الاعزاء ان حالة ابي هاني واحدة من الاف الحالات التي تغص بها مجتمعاتنا، فللشهر الفضيل خصوصية في هذا الموضوع، إذ أن الله سبحانه وتعالى حثنا في شهر رمضان صلة ارحامنا وأن نهييء الأسباب لإصلاح ذات البين، وفعل الطاعات العظيمة التي من ضمنها عقد الإنسان مصالحة مع ربه ومع نفسه ومع مجتمعه ومع أرحامه، مستجيباً للآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على صلة الأرحام ومنها الحديث القدسي أن الله عز وجل قال: "أنا الله وأنا الرحمن وأنا الذي خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته". فصلة الرحم ما لغيرها من الفائدة، فهي كما قال الرسول - عليه الصلاة والسلام :"من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه"، موضحاً أن الرسول في هذا الحديث أرشد هذه النفس إلى طريق السعة في الرزق وكثرته، وإلى طريق التوفيق في العمل. وثمة فضائل لصلة الرحم، فهي سبب رئيسي في دخول الجنة حيث قال الرسول - عليه الصلاة والسلام –: "يأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام". وصدقوني انني استغرب من تذرع البعض ممن يقطعون رحمهم في هذه الأيام المباركة بالقول بأن رحمهم هو من يقطعهم وهو من أساء إليهم، الرسول يقول:" ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ".ذكرني حديث ابي هاني بقصة الرجل الذي أتى النبي فقال: يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك". لا شك أن النظر في عواقب القطيعة وتأمل ما تجلبه القطيعة من هم وغم وحسرة وندامة ونحو ذلك، يعين علينا اجتنابها والبعد عنها، ففي هذا الشهر الفضيل يجب ان نصل الارحام و أن نقبل اعذار الأقارب إذا أخطؤوا، والصفح عنهم ونسيان عيوبهم حتى وإن لم يعتذروا، لأن ذلك يدل على كرم النفس وعلو الهمة مع ترك المنة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل....ولا شو رأيكم؟
| |
|